تختلف رواية الخلود لميلان كونديرا (ترجمة روز مخلوف، دار ورد للنشر والتوزيع، 1999)، في بنائِها عن النمط السائد للبناء الروائي، حيث تتشظى الأحداث لتكوِّن أنساقاً منزوعة من سياقِها لتُقحَم في سياقات ذهنية للمؤلف، وبما يُشكِّل مرجعية رؤيوية لبث أفكاره الفلسفية والأدبية والوجودية عبرها. كما أن المؤلف يُطلق شخصياته ويُعصرنها ويحاورها...
قراءة الكل
تختلف رواية الخلود لميلان كونديرا (ترجمة روز مخلوف، دار ورد للنشر والتوزيع، 1999)، في بنائِها عن النمط السائد للبناء الروائي، حيث تتشظى الأحداث لتكوِّن أنساقاً منزوعة من سياقِها لتُقحَم في سياقات ذهنية للمؤلف، وبما يُشكِّل مرجعية رؤيوية لبث أفكاره الفلسفية والأدبية والوجودية عبرها. كما أن المؤلف يُطلق شخصياته ويُعصرنها ويحاورها ويلتقيها ويترك لها الحرية في تحديد حركتها عبر الرواية.
تُعدّ هذه الرواية رواية أوروبية خالصة بامتياز، وتعكس الثقافة الغربية بكلِّ تجلياتِها، حيث أنَّ مرتَكَزاً أساسياً من مرتكزات فهم الرواية قائمٌ على فهم الثقافة الأوروبية وإبداعاتِها من رسم وموسيقى ونحت وعمارة وحروب... إلخ. فكثير من المواقف حتى يتم استيعابُها، ترتبط بموسيقى بيتهوفن وشوبان وشوبرت، ولوحات سلفادور دالي وبيكاسو، وأشعار غوته ورامبو وإيلوار وآراغون.
وترتبط الرواية بشخصيات تاريخية ثقافية وسياسية محورية في الثقافة الأوروبية (غوته وهمنغواي ونابليون ورامبو وإيلوار..)، كما يبرز اعتزاز عميق في الرواية، وعلى لسان الراوي، بمنجز الحضارة الغربية بوصفها الصيغة الأعلى والأعظم إنجازاً لحضارة الإنسان.