d
في بيتنا رجل - إحسان عبد القدوس

في بيتنا رجل

في بيتنا رجل

أحد أيام شهر رمضان.. والساعة الخامسة مساء، قبل الإفطار بساعة ونصف.. وكان راقداً في فراشه بإحدى غرف مستشفى القصر العيني.. غرفة خاصة يقف على بابها جنديان من جنود البوليس يحمل كل منهما بندقية.. واعتدل فوق الفراش، وبدأ يجمع الصحف اليومية المتناثرة حوله، ويرتبها الواحدة فوق الأخرى.. وسقطت عيناه للمرة الألف فوق السطور العريضة الحمراء ... قراءة الكل
أضف تقييم
هذه رواية لإحسان عبدالقدوس ليست كباقي رواياته ، فالمُطلع على أدب هذا الرجل ، نجده محصور في زوايا محددة بعينها و صعب أن يغيرها ، جو الصخب الاجتماعي والبساطة في العرض والسرد ، إحسان كقامة ثقافية يُشار لها بالبنان ، ولكنه كروائي ، فأدبه هو ذلك الأدب ابن الفترة بعينها ولا يعبر عن أجيال مكثفة وقد تجد بعض الملل فيها ، ولكن هذه الرواية تفوق على نفسه فيها بحق. كانت براعة منه أن تحدث عن فترة ما قبل الثورة ، تلك الفترة التي ماجت النفوس بالفساد وامتلأت به ، وظهرت بوادر التمرد و الثورة ، هنا حيث أطلق عبدالقدوس رصاصته الروائية ، فتشابكت خيوط روايته حول تلك الفترة وانتجت عمل جيد للغاية. هي رواية عن السياسة وليست سياسة ، هي رواية عن الحب وليست برومانسية ، هي رواية عن الواقه وليست بواقعية ، هي رواية عن المجتمع وليست برواية اجتماعية ، فيها كل ذلك ، فلم يغلب طابع عبدالقدوس الرومانسي عليه فيها فخرجت مغرقة في المشاعر ، ولم يغلب عليه أي ميل سياسي فخرجت ترضي جميع الأطراف ، فمن منا يحب الظلم والاستعمار. هي قصة عن النضال الذي تُفنى من أجله الأرواح ، قصة عن الكفاح ضد كل ما هو مهين للنفس الإنسانية ، قصة عن البشر ومعاناتهم ، فيها تصوير مميز للمجتمع المصري قبل حركة 52 وكيف كانت حياته وكيف كانت تسير، فيها تصوير للحب العفيف المؤثر ، فيها حياة ، حياة كاملة متكاملة . براعة عبدالقدوس كمنت في تحكمه المميز بخيوط روايته ، ظل محافظ على الإيقاع الهادئ الجميل المعبر عما يريد ، فيه رؤية رجل مثقف و سياسي والأهم رؤية الإنسان ، فالرواية في النهاية هي رؤية الكاتب في حقبة الأربعينات. لغة الوراية كانت غاية البساطة والسلاسة ، وتقديم الشخصيات كان كافي للغاية ووصف عبدالقدوس كان يُحسد عليه. طبعا غني عن الذكر أن الرواية حُولت لفيلم (أسطوري) من إخراج شيخ المخرجين هنري بركات ، فيلم جمع بين جمال زبيدة ثروت و زهرة العا ، وبين رجولة عمر الشريف وعنفوان رشدي اباظة و ميوعة حسن يوسف وإبداع حسين رياض الأصيل.
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

0
1
0
0
0
أفضل القراء


لا توجد أي بيانات حاليا..